إليك يا الله المشتكى والمنتهى
الحمد لله القوي العزيز، الرحمن الرحيم، القائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍۢ فمِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ}، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم، قدوتنا في الصبر والثبات.

إلى أهلنا الصامدين في غزة الجريحة، في أرض الرباط والجهاد، نقول لكم: اصبروا وصابروا ورابطوا، فإنكم على ثغرٍ عظيم، وجراحكم هي وسام عزّ، ودماؤكم طريق النصر، وما النصر إلا صبر ساعة.

جددوا التوحيد، وجردوا قلوبكم لله، فإن النصر لا يُنال إلا بالعودة الخالصة إلى الله، وبصدق الاتباع لنهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالفرج لا يأتي إلا لمن صدق مع الله.

واعلموا أن الدعاء سلاح لا ينبو، فافزعوا إلى الله في آناء الليل وأطراف النهار، وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة، فقد وعد وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال نبيكم: "إن الله حيّيٌ كريم، يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين".

واذكروا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وأن مع العسر يُسرًا، وأن بعد الشدة فرجًا، وأن نصر الله قريب: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.

اثبتوا على الحق، واصبروا على البلاء، وثقوا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وأحيوا فريضة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن احيا دين الله في نفسه ومجتمعه أحياه الله وجعل له نورا يمشى به في الناس.

اللهم اربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، واحفظهم بحفظك، وانصرهم نصراً عزيزاً مبيناً.

وهذه نصيحة محب ناصح، لا شامت ولا معاتب للفصائل في غزة

اتقوا الله في هذا الشعب الصابر المحتسب، الذي يُذبح أمام أعينكم، وتُهدم بيوته، وتُباد عوائله، فلا تجعلوه وقودًا لتكتيك، أو ورقةً في معركة بلا بوصلة، أو سلعةً في بازار المصالح.

أنتم مسؤولون أمام الله أولًا، ثم أمام التاريخ والأمة، عن كل روحٍ تُزهق، وكل بيتٍ يُهدم، وكل دمعة أمٍ وثكلى. فراجعوا نياتكم، وجددوا إخلاصكم، واضبطوا قراراتكم بميزان الشريعة لا السياسة، وبنور التوحيد لا الحسابات.

إن الجهاد شرف، لكنه أمانة عظيمة، لا يُستباح به دم مسلم، ولا يُتاجر فيه بعذابات المستضعفين. فالله الله في شعب غزة، فإنهم أمانةٌ في أعناقكم، ولن يعذركم الله إن فرّطتم، أو غفلتم، أو استكبرتم.

[ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ]
ابو اسامة الهلالي
الجمعة ١٤٤٦/١٠/١٢هجري
عمان الاردن
إليك يا الله المشتكى والمنتهى الحمد لله القوي العزيز، الرحمن الرحيم، القائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍۢ فمِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ}، والصلاة والسلام على محمد صلى الله عليه وسلم، قدوتنا في الصبر والثبات. إلى أهلنا الصامدين في غزة الجريحة، في أرض الرباط والجهاد، نقول لكم: اصبروا وصابروا ورابطوا، فإنكم على ثغرٍ عظيم، وجراحكم هي وسام عزّ، ودماؤكم طريق النصر، وما النصر إلا صبر ساعة. جددوا التوحيد، وجردوا قلوبكم لله، فإن النصر لا يُنال إلا بالعودة الخالصة إلى الله، وبصدق الاتباع لنهج نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فالفرج لا يأتي إلا لمن صدق مع الله. واعلموا أن الدعاء سلاح لا ينبو، فافزعوا إلى الله في آناء الليل وأطراف النهار، وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة، فقد وعد وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال نبيكم: "إن الله حيّيٌ كريم، يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرًا خائبتين". واذكروا أن ما أصابكم لم يكن ليخطئكم، وأن مع العسر يُسرًا، وأن بعد الشدة فرجًا، وأن نصر الله قريب: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}. اثبتوا على الحق، واصبروا على البلاء، وثقوا أن ما عند الله خيرٌ وأبقى، وإن الله لا يضيع أجر المحسنين. وأحيوا فريضة الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فمن احيا دين الله في نفسه ومجتمعه أحياه الله وجعل له نورا يمشى به في الناس. اللهم اربط على قلوبهم، وثبت أقدامهم، واحفظهم بحفظك، وانصرهم نصراً عزيزاً مبيناً. وهذه نصيحة محب ناصح، لا شامت ولا معاتب للفصائل في غزة اتقوا الله في هذا الشعب الصابر المحتسب، الذي يُذبح أمام أعينكم، وتُهدم بيوته، وتُباد عوائله، فلا تجعلوه وقودًا لتكتيك، أو ورقةً في معركة بلا بوصلة، أو سلعةً في بازار المصالح. أنتم مسؤولون أمام الله أولًا، ثم أمام التاريخ والأمة، عن كل روحٍ تُزهق، وكل بيتٍ يُهدم، وكل دمعة أمٍ وثكلى. فراجعوا نياتكم، وجددوا إخلاصكم، واضبطوا قراراتكم بميزان الشريعة لا السياسة، وبنور التوحيد لا الحسابات. إن الجهاد شرف، لكنه أمانة عظيمة، لا يُستباح به دم مسلم، ولا يُتاجر فيه بعذابات المستضعفين. فالله الله في شعب غزة، فإنهم أمانةٌ في أعناقكم، ولن يعذركم الله إن فرّطتم، أو غفلتم، أو استكبرتم. [ وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ ] ابو اسامة الهلالي الجمعة ١٤٤٦/١٠/١٢هجري عمان الاردن
0 التعليقات 0 المشاركات 574 مشاهدة 0 معاينة