✍العيد بهجة الروح وروح الأمة فعرفوا له قدرة.

العيد ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل هو شعيرة إلهية عظمى، تتجلى فيها روح الفرح والسرور، وهو أمرٌ رباني جليّ، أُمرت به شريعتنا السمحاء. فمن يعبر هذا اليوم دون أن يلامس قلبه الفرح، كأنما جعله يوماً كباقي الأيام، فقد قصر في تعظيم ما عظمه الله، ونفض يده من حقيقة العيد وبهجته.

وأي حرمان أكبر من أن يجعل المرء عيده سجناً انفرادياً في بيته، بمعزل عن أفراح الناس وبهجتهم؟ إن من ينكفئ على ذاته، ولا يشارك المجتمع بهجته، ولا يمد يده بالمصافحة والتهنئة، فقد بخس حق هذه الشعيرة العظيمة. العيد دعوة للمشاركة، للمودة، للتآلف، وليس للخلوة والانعزال.

ويلٌ لمن حوّل العيد إلى مأتم، ومن جعله ذكرى حية لأموات غابت أجسادهم في القبور، ناسياً أن العيد جاء ليُبدد الأحزان ويُشرق بالبهجة. فليس العيد مناسبة لإحياء الجراح، بل هو دعوة لتجديد الأمل، والحمد لله على النعم، والاستبشار بفضل الله وكرمه.

ومن يُلقي على العيد رداء الأتراح والأحزان، فقد أخطأ الطريق وتاه عن مقصود الشارع. العيد ليس مرتعاً للهموم، بل هو واحة من السرور، جاء ليمسح غبار الشقاء، ويُعيد البسمة إلى الوجوه، ويُنعش القلوب بعد عناء عام كامل.
وكيف يُعظم من يلوث نقاء العيد بالمعاصي والسيئات؟ إن من يجعله فرصة للانغماس في الموبقات، أو يفتح أبواب الإثم فيه، فقد دنس قدسية هذا اليوم المبارك، وأضاع فرصة عظيمة للتوبة والقرب من الله. العيد دعوة للطهر، للصفاء، لتجديد العهد مع الله على الطاعة والابتعاد عن كل ما يغضب وجهه الكريم.
وليس من تعظيم الشعائر أن تُظهر فيه الأغاني الماجنة، والزمر والطبل، سواء باسم الدين أو بغيره. فمن يفعل ذلك، فقد ألبس العيد ثوباً لا يليق به، وحوّله إلى ساحة للهو قد تُخالف روح الشريعة. العيد بهجة، ولكنها بهجة منضبطة، تليق بعظمة الخالق، وتُعزز من قيم ديننا الحنيف.

وأي خمول هذا الذي يجعل العيد يوماً للنوم والكسل؟ إن من يُضيّع أيامه في الغفلة والنوم، فقد أهدر فرصة لا تُعوّض للتواصل والزيارة وصلة الأرحام، وفتحت المجال لكثير من البركة أن تُهدر. العيد نشاط، وحركة، وإقبال على الحياة بنفوس مطمئنة وعزائم قوية.
أما من حوّل العيد إلى ساحة للثأر والقتل وقطع الطريق، فقد استبدل الفرح بالدمار، والأمان بالخوف. هؤلاء قد غابت عنهم قيم العيد السامية، التي تدعو إلى التسامح والعفو والإصلاح، ونسوا أن العيد يأتي ليوحد القلوب، لا ليُفرقها.

ويا للهول ممن يجعله يوماً للمشاكل العائلية، والأحقاد والأضغان! إن من يُضيّع فرصة العيد لتصفية القلوب وتجديد الروابط الأسرية، ويُشعل نار الخلافات، فقد أضاع بركة هذا اليوم، وصد عن طريق الرحمة والمودة. العيد هو فرصة لطي صفحات الماضي، وفتح صفحة جديدة مليئة بالحب والتآلف.
تتوالى صور التقصير في تعظيم هذا اليوم المبارك، وتطول القائمة بما لا يُحصى من سلوكيات تُنقص من قيمة العيد الحقيقية. إنها دعوة صادقة لكل مسلم، أن يتدبر قول الله تعالى: ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج ٣٢].
فهل من مُدّكر؟ هل من قلب يدرك عظمة هذا اليوم، فيُعظّمه حق تعظيمه؟ لنجعل من أعيادنا مناسبات تُضيء دروبنا، وتُعزز من إيماننا وتقوانا، وتُعيد للأمة مجدها وكرامتها، فبهذا نُعظم شعائر ديننا ونُعليها، ونُشكر الله على نعمه العظيمة.

كتبه/
أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله
ليلة ١/ شوال/ ١٤٤٦هجرية
نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
واتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms
✍العيد بهجة الروح وروح الأمة فعرفوا له قدرة. العيد ليس مجرد تاريخ على التقويم، بل هو شعيرة إلهية عظمى، تتجلى فيها روح الفرح والسرور، وهو أمرٌ رباني جليّ، أُمرت به شريعتنا السمحاء. فمن يعبر هذا اليوم دون أن يلامس قلبه الفرح، كأنما جعله يوماً كباقي الأيام، فقد قصر في تعظيم ما عظمه الله، ونفض يده من حقيقة العيد وبهجته. وأي حرمان أكبر من أن يجعل المرء عيده سجناً انفرادياً في بيته، بمعزل عن أفراح الناس وبهجتهم؟ إن من ينكفئ على ذاته، ولا يشارك المجتمع بهجته، ولا يمد يده بالمصافحة والتهنئة، فقد بخس حق هذه الشعيرة العظيمة. العيد دعوة للمشاركة، للمودة، للتآلف، وليس للخلوة والانعزال. ويلٌ لمن حوّل العيد إلى مأتم، ومن جعله ذكرى حية لأموات غابت أجسادهم في القبور، ناسياً أن العيد جاء ليُبدد الأحزان ويُشرق بالبهجة. فليس العيد مناسبة لإحياء الجراح، بل هو دعوة لتجديد الأمل، والحمد لله على النعم، والاستبشار بفضل الله وكرمه. ومن يُلقي على العيد رداء الأتراح والأحزان، فقد أخطأ الطريق وتاه عن مقصود الشارع. العيد ليس مرتعاً للهموم، بل هو واحة من السرور، جاء ليمسح غبار الشقاء، ويُعيد البسمة إلى الوجوه، ويُنعش القلوب بعد عناء عام كامل. وكيف يُعظم من يلوث نقاء العيد بالمعاصي والسيئات؟ إن من يجعله فرصة للانغماس في الموبقات، أو يفتح أبواب الإثم فيه، فقد دنس قدسية هذا اليوم المبارك، وأضاع فرصة عظيمة للتوبة والقرب من الله. العيد دعوة للطهر، للصفاء، لتجديد العهد مع الله على الطاعة والابتعاد عن كل ما يغضب وجهه الكريم. وليس من تعظيم الشعائر أن تُظهر فيه الأغاني الماجنة، والزمر والطبل، سواء باسم الدين أو بغيره. فمن يفعل ذلك، فقد ألبس العيد ثوباً لا يليق به، وحوّله إلى ساحة للهو قد تُخالف روح الشريعة. العيد بهجة، ولكنها بهجة منضبطة، تليق بعظمة الخالق، وتُعزز من قيم ديننا الحنيف. وأي خمول هذا الذي يجعل العيد يوماً للنوم والكسل؟ إن من يُضيّع أيامه في الغفلة والنوم، فقد أهدر فرصة لا تُعوّض للتواصل والزيارة وصلة الأرحام، وفتحت المجال لكثير من البركة أن تُهدر. العيد نشاط، وحركة، وإقبال على الحياة بنفوس مطمئنة وعزائم قوية. أما من حوّل العيد إلى ساحة للثأر والقتل وقطع الطريق، فقد استبدل الفرح بالدمار، والأمان بالخوف. هؤلاء قد غابت عنهم قيم العيد السامية، التي تدعو إلى التسامح والعفو والإصلاح، ونسوا أن العيد يأتي ليوحد القلوب، لا ليُفرقها. ويا للهول ممن يجعله يوماً للمشاكل العائلية، والأحقاد والأضغان! إن من يُضيّع فرصة العيد لتصفية القلوب وتجديد الروابط الأسرية، ويُشعل نار الخلافات، فقد أضاع بركة هذا اليوم، وصد عن طريق الرحمة والمودة. العيد هو فرصة لطي صفحات الماضي، وفتح صفحة جديدة مليئة بالحب والتآلف. تتوالى صور التقصير في تعظيم هذا اليوم المبارك، وتطول القائمة بما لا يُحصى من سلوكيات تُنقص من قيمة العيد الحقيقية. إنها دعوة صادقة لكل مسلم، أن يتدبر قول الله تعالى: ﴿ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَمَن یُعَظِّمۡ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج ٣٢]. فهل من مُدّكر؟ هل من قلب يدرك عظمة هذا اليوم، فيُعظّمه حق تعظيمه؟ لنجعل من أعيادنا مناسبات تُضيء دروبنا، وتُعزز من إيماننا وتقوانا، وتُعيد للأمة مجدها وكرامتها، فبهذا نُعظم شعائر ديننا ونُعليها، ونُشكر الله على نعمه العظيمة. كتبه/ أبو محمد طاهر السماوي وفقه الله ليلة ١/ شوال/ ١٤٤٦هجرية نسأل الله أن ينفع بها الإسلام والمسلمين. https://t.me/taheer77 ════ ❁✿❁ ════ واتساب https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y ✍ انشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms
T.ME
❐أبو محمد طاهر السماوي❐
❀ قال الإمام عبدالله بن المبارك، كتب إليّ سفيان الثوري -رحمه الله- : «بُثَّ علمك ؛ واحذر الشهرة». حلية الأولياء (٧٠/٧) تابعونا على https://tahear77.blogspot.com مشرف القناة @Saeed20224
Like
1
0 Comentários 0 Compartilhamentos 167 Visualizações 0 Anterior