✍🏻من يقاتل من؟ ومن يقتل من؟
إنّها أسئلةٌ حارقةٌ، تدمي القلب قبل أن تُدمي الجسد، وتُدمع العين قبل أن تُنزف الدماء. أسئلةٌ تكشفُ عن حقيقةٍ مُرَّةٍ، أَنَّنا أصبحنا دمى على رقعةِ شطرنجٍ عالميةٍ، تُحركنا أيادٍ خفيةٌ لغاياتٍ ليست لنا.
انظروا إلى أرجائنا، إلى الدماءِ السائلةِ، إلى الأوطانِ الممزقةِ. مَن يقاتلُ؟ مَن يقتلُ؟ المقاتلون، الذين يرفعون راياتٍ مختلفةٍ وشعاراتٍ براقةٍ، لم يحملوا السلاحَ يومًا ليرفعوا رايتنا، أو ليُصونوا كرامتنا، أو ليُعلوا شأننا أو ليدافعوا عن ديننا أو ليكونوا إخوتنا أو ليجبروا كسرنا. لم تُبذلْ الأرواحُ في سبيلِ عزّتِنا، ولم تُسفكْ الدماءُ لنصرتنا. بل قاتلوا "بنا" وجعلوا من أجسادنا دروعًا، ومن شبابنا وقودًا لنارٍ أوقدوها هم لغاياتهم الخاصة، ومصالحهم التي لا تمتُّ لنا بصلة. استنزفوا مواردنا، أهلكوا أرضنا، فرقوا جمعنا؛ أوقعوا بيننا العداوات والبغضاء؛وأفسدوا علينا كلَّ سبيلٍ للنهوض، غيرَ آبهينَ بما خلفوه من دمارٍ وخرابٍ يئنُّ تحت وطأتِه أجيالٌ قادمةٌ.
أما اليهودُ ومن خلفهم، الذين يُظهرون عداءهم لنا، فالمفاجأةُ أنهم لم يقاتلوا أولئك المقاتلين مباشرةً. لم يخوضوا معهم معاركُ طاحنةً تُدكُّ فيها الحصونُ، وتُهزمُ الجيوشُ. بل الأدهى والأمرُّ أنهم قاتلونا "بهم". لقد سمحوا لهم، بل وربما دعموهم خفيةً، ليخوضوا صراعاتٍ ضدنا نحن. لقد زرعوا بذورَ الفتنةِ، وغذوا نيرانَ الخلافاتِ بين صفوفنا، حتى أصبحنا نطعنُ بعضنا بعضًا بسكينٍ صنعها الأعداءُ. استخدموا فصيلًا منا سيفًا مسلطًا على رقابِ فصيلٍ آخر، ليضمنوا بذلك إضعافَ المنطقةِ من الداخلِ، وتشتيتَ جهودنا عن قضايانا الحقيقيةِ، التي على رأسها قضيتنا المركزيةُ.
ألا يُدمي القلبَ أن نكونَ مجردَ أوراقٍ تُلعبُ على مائدةِ القمارِ العالميةِ، وبيادقَ تُحركها أيادٍ خفيةٍ؟ ألا يُشعلُ فينا غضبًا أن دماءنا تُسفكُ من أجلِ مصالحِ الآخرين؟
متى نكسرُ أغلالَ الوهمِ التي كبَّلتْ عقولنا؟ متى نرمي أوهامَ الزيفِ التي أعمَتْ أبصارنا؟ متى نرى الحقيقةَ واضحةً كالشمسِ: أننا لم نكنْ سوى أدواتٍ في صراعٍ لا يمتُّ لنا بصلةٍ، وأن دماءنا سالتْ وما عادتْ إلا لتسقي زرعَ أعدائنا؟ أليسَ من العارِ أن يكونَ خلاصُنا في يقظتِنا، وأن عزَّتَنا في وحدتِنا، ونحن ما زلنا نرتكبُ الأخطاءَ نفسها مرارًا وتكرارًا؟
فمَن يقاتلُ من؟ ومَن يقتلُ من؟ سؤالٌ يجبُ أن يُدويَ في كلِّ قلبٍ، وأن يُزلزلَ كلَّ ضميرٍ، لعلنا نجدُ الإجابةَ في صحوةٍ حقيقيةٍ تُعيدُ لنا كرامتَنا المسلوبةَ.
فالخلاص الحقيقي الرجوع إلى الصراط الرباني والطريق النبوي والمنهج السلفي الذي حفظ الله به أصحاب القرون الأولى التي كانوا أعزة فلما تنكبنا عن طريقهم تهنا في أزقة الهوى وشتات الضلال ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه/
أبو محمد السماوي وفقه الله
════ ❁✿❁ ════
قناة التليجرام
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
قناة الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*
إنّها أسئلةٌ حارقةٌ، تدمي القلب قبل أن تُدمي الجسد، وتُدمع العين قبل أن تُنزف الدماء. أسئلةٌ تكشفُ عن حقيقةٍ مُرَّةٍ، أَنَّنا أصبحنا دمى على رقعةِ شطرنجٍ عالميةٍ، تُحركنا أيادٍ خفيةٌ لغاياتٍ ليست لنا.
انظروا إلى أرجائنا، إلى الدماءِ السائلةِ، إلى الأوطانِ الممزقةِ. مَن يقاتلُ؟ مَن يقتلُ؟ المقاتلون، الذين يرفعون راياتٍ مختلفةٍ وشعاراتٍ براقةٍ، لم يحملوا السلاحَ يومًا ليرفعوا رايتنا، أو ليُصونوا كرامتنا، أو ليُعلوا شأننا أو ليدافعوا عن ديننا أو ليكونوا إخوتنا أو ليجبروا كسرنا. لم تُبذلْ الأرواحُ في سبيلِ عزّتِنا، ولم تُسفكْ الدماءُ لنصرتنا. بل قاتلوا "بنا" وجعلوا من أجسادنا دروعًا، ومن شبابنا وقودًا لنارٍ أوقدوها هم لغاياتهم الخاصة، ومصالحهم التي لا تمتُّ لنا بصلة. استنزفوا مواردنا، أهلكوا أرضنا، فرقوا جمعنا؛ أوقعوا بيننا العداوات والبغضاء؛وأفسدوا علينا كلَّ سبيلٍ للنهوض، غيرَ آبهينَ بما خلفوه من دمارٍ وخرابٍ يئنُّ تحت وطأتِه أجيالٌ قادمةٌ.
أما اليهودُ ومن خلفهم، الذين يُظهرون عداءهم لنا، فالمفاجأةُ أنهم لم يقاتلوا أولئك المقاتلين مباشرةً. لم يخوضوا معهم معاركُ طاحنةً تُدكُّ فيها الحصونُ، وتُهزمُ الجيوشُ. بل الأدهى والأمرُّ أنهم قاتلونا "بهم". لقد سمحوا لهم، بل وربما دعموهم خفيةً، ليخوضوا صراعاتٍ ضدنا نحن. لقد زرعوا بذورَ الفتنةِ، وغذوا نيرانَ الخلافاتِ بين صفوفنا، حتى أصبحنا نطعنُ بعضنا بعضًا بسكينٍ صنعها الأعداءُ. استخدموا فصيلًا منا سيفًا مسلطًا على رقابِ فصيلٍ آخر، ليضمنوا بذلك إضعافَ المنطقةِ من الداخلِ، وتشتيتَ جهودنا عن قضايانا الحقيقيةِ، التي على رأسها قضيتنا المركزيةُ.
ألا يُدمي القلبَ أن نكونَ مجردَ أوراقٍ تُلعبُ على مائدةِ القمارِ العالميةِ، وبيادقَ تُحركها أيادٍ خفيةٍ؟ ألا يُشعلُ فينا غضبًا أن دماءنا تُسفكُ من أجلِ مصالحِ الآخرين؟
متى نكسرُ أغلالَ الوهمِ التي كبَّلتْ عقولنا؟ متى نرمي أوهامَ الزيفِ التي أعمَتْ أبصارنا؟ متى نرى الحقيقةَ واضحةً كالشمسِ: أننا لم نكنْ سوى أدواتٍ في صراعٍ لا يمتُّ لنا بصلةٍ، وأن دماءنا سالتْ وما عادتْ إلا لتسقي زرعَ أعدائنا؟ أليسَ من العارِ أن يكونَ خلاصُنا في يقظتِنا، وأن عزَّتَنا في وحدتِنا، ونحن ما زلنا نرتكبُ الأخطاءَ نفسها مرارًا وتكرارًا؟
فمَن يقاتلُ من؟ ومَن يقتلُ من؟ سؤالٌ يجبُ أن يُدويَ في كلِّ قلبٍ، وأن يُزلزلَ كلَّ ضميرٍ، لعلنا نجدُ الإجابةَ في صحوةٍ حقيقيةٍ تُعيدُ لنا كرامتَنا المسلوبةَ.
فالخلاص الحقيقي الرجوع إلى الصراط الرباني والطريق النبوي والمنهج السلفي الذي حفظ الله به أصحاب القرون الأولى التي كانوا أعزة فلما تنكبنا عن طريقهم تهنا في أزقة الهوى وشتات الضلال ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه/
أبو محمد السماوي وفقه الله
════ ❁✿❁ ════
قناة التليجرام
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
قناة الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*
✍🏻من يقاتل من؟ ومن يقتل من؟
إنّها أسئلةٌ حارقةٌ، تدمي القلب قبل أن تُدمي الجسد، وتُدمع العين قبل أن تُنزف الدماء. أسئلةٌ تكشفُ عن حقيقةٍ مُرَّةٍ، أَنَّنا أصبحنا دمى على رقعةِ شطرنجٍ عالميةٍ، تُحركنا أيادٍ خفيةٌ لغاياتٍ ليست لنا.
انظروا إلى أرجائنا، إلى الدماءِ السائلةِ، إلى الأوطانِ الممزقةِ. مَن يقاتلُ؟ مَن يقتلُ؟ المقاتلون، الذين يرفعون راياتٍ مختلفةٍ وشعاراتٍ براقةٍ، لم يحملوا السلاحَ يومًا ليرفعوا رايتنا، أو ليُصونوا كرامتنا، أو ليُعلوا شأننا أو ليدافعوا عن ديننا أو ليكونوا إخوتنا أو ليجبروا كسرنا. لم تُبذلْ الأرواحُ في سبيلِ عزّتِنا، ولم تُسفكْ الدماءُ لنصرتنا. بل قاتلوا "بنا" وجعلوا من أجسادنا دروعًا، ومن شبابنا وقودًا لنارٍ أوقدوها هم لغاياتهم الخاصة، ومصالحهم التي لا تمتُّ لنا بصلة. استنزفوا مواردنا، أهلكوا أرضنا، فرقوا جمعنا؛ أوقعوا بيننا العداوات والبغضاء؛وأفسدوا علينا كلَّ سبيلٍ للنهوض، غيرَ آبهينَ بما خلفوه من دمارٍ وخرابٍ يئنُّ تحت وطأتِه أجيالٌ قادمةٌ.
أما اليهودُ ومن خلفهم، الذين يُظهرون عداءهم لنا، فالمفاجأةُ أنهم لم يقاتلوا أولئك المقاتلين مباشرةً. لم يخوضوا معهم معاركُ طاحنةً تُدكُّ فيها الحصونُ، وتُهزمُ الجيوشُ. بل الأدهى والأمرُّ أنهم قاتلونا "بهم". لقد سمحوا لهم، بل وربما دعموهم خفيةً، ليخوضوا صراعاتٍ ضدنا نحن. لقد زرعوا بذورَ الفتنةِ، وغذوا نيرانَ الخلافاتِ بين صفوفنا، حتى أصبحنا نطعنُ بعضنا بعضًا بسكينٍ صنعها الأعداءُ. استخدموا فصيلًا منا سيفًا مسلطًا على رقابِ فصيلٍ آخر، ليضمنوا بذلك إضعافَ المنطقةِ من الداخلِ، وتشتيتَ جهودنا عن قضايانا الحقيقيةِ، التي على رأسها قضيتنا المركزيةُ.
ألا يُدمي القلبَ أن نكونَ مجردَ أوراقٍ تُلعبُ على مائدةِ القمارِ العالميةِ، وبيادقَ تُحركها أيادٍ خفيةٍ؟ ألا يُشعلُ فينا غضبًا أن دماءنا تُسفكُ من أجلِ مصالحِ الآخرين؟
متى نكسرُ أغلالَ الوهمِ التي كبَّلتْ عقولنا؟ متى نرمي أوهامَ الزيفِ التي أعمَتْ أبصارنا؟ متى نرى الحقيقةَ واضحةً كالشمسِ: أننا لم نكنْ سوى أدواتٍ في صراعٍ لا يمتُّ لنا بصلةٍ، وأن دماءنا سالتْ وما عادتْ إلا لتسقي زرعَ أعدائنا؟ أليسَ من العارِ أن يكونَ خلاصُنا في يقظتِنا، وأن عزَّتَنا في وحدتِنا، ونحن ما زلنا نرتكبُ الأخطاءَ نفسها مرارًا وتكرارًا؟
فمَن يقاتلُ من؟ ومَن يقتلُ من؟ سؤالٌ يجبُ أن يُدويَ في كلِّ قلبٍ، وأن يُزلزلَ كلَّ ضميرٍ، لعلنا نجدُ الإجابةَ في صحوةٍ حقيقيةٍ تُعيدُ لنا كرامتَنا المسلوبةَ.
فالخلاص الحقيقي الرجوع إلى الصراط الرباني والطريق النبوي والمنهج السلفي الذي حفظ الله به أصحاب القرون الأولى التي كانوا أعزة فلما تنكبنا عن طريقهم تهنا في أزقة الهوى وشتات الضلال ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه/
أبو محمد السماوي وفقه الله
════ ❁✿❁ ════
قناة التليجرام
https://t.me/taheer77
════ ❁✿❁ ════
قناة الواتساب
https://whatsapp.com/channel/0029VaZw3Y5HbFUzMEIXOv1y
*✍ إنشـــر.فنشر.العــلم.من.أجل.القربـــات.ms*
0 Commenti
0 condivisioni
154 Views
0 Anteprima