بسم الله الرحمن الرحيم.

📙 #النكت_الرائقة_من_الآثار_السلفية. (٩)

📜 النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ فِي الْقُرْآنِ


 📃 قال ابن حجر في المطالب العالية [٤١٤/١٤]:

قال مسدد: حدّثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: « لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم»

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح. أخرجه مسدد كما في المطالب العالية ( ٣٥٠٥) وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٣٥٥) من طريق عبد الملك ثنا عطاء عن ابن عباس. ولم يتبين لي هل عبد الملك هو ابن عبد العزيز بن جريج أم هو عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي ولا يضر فكلاهما ثقة.
قال ابن حجر عقب هذا الأثر في "المطالب العالية": تابع عبد الملك عن عطاء ليث ابن أبي سليم. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٢١٦٩). وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. والأثر صحيح دون هذه المتابعة. اه‍ وهو كما قال رحمه الله
وذكره البوصيري في " إتحاف المهرة"( ٣٢٥/٦) وسكت عليه، ولعل سكوته من أجل ليث؛ لكنه قد صح من غير طريقه والحمد لله.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (١٦/٤١٦):
فَكُلُّ مَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ فَهُوَ مَذْمُومٌ. وَهُوَ حَالُ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُشَكِّكَ النَّاسَ فِيمَا عَلِمُوهُ لِكَوْنِهِ وَإِيَّاهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَا تَوَهَّمُوا أَنَّهُ يُعَارِضُهُ. هَذَا أَصْلُ الْفِتْنَةِ أَنْ يُتْرَكَ الْمَعْلُومُ لِغَيْرِ مَعْلُومٍ كَالسَّفْسَطَةِ الَّتِي تُورِثُ شُبَهًا يَقْدَحُ بِهَا فِيمَا عُلِمَ وَتُيُقِّنَ. فَهَذِهِ حَالُ مَنْ يُفْسِدُ قُلُوبَ النَّاسِ وَعُقُولَهُمْ بِإِفْسَادِ مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ أَصْلَ الْهُدَى فَإِذَا شَكَّكَهُمْ فِيمَا عَلِمُوهُ بَقُوا حَيَارَى.
وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَى بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ وَالْقُرْآنُ فِيهِ الْآيَاتُ الْمُحْكَمَاتُ اللَّاتِي هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ قَدْ عَلِمَ مَعْنَاهَا وَعَلِمَ أَنَّهَا حَقٌّ وَبِذَلِكَ يَهْتَدِي الْخَلْقُ وَيَنْتَفِعُونَ.
فَمَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ ابْتَغَى الْفِتْنَةَ وَابْتَغَى تَأْوِيلَهُ وَالْأَوَّلُ قَصْدُهُمْ فِيهِ فَاسِدٌ
وَالثَّانِي لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ بَلْ يَتَكَلَّمُونَ فِي تَأْوِيلِهِ بِمَا يُفْسِدُ مَعْنَاهُ إذْ كَانُوا لَيْسُوا مِنْ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ.
وَإِنَّمَا الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ الَّذِي رَسَخَ فِي الْعِلْمِ بِمَعْنَى الْمُحْكَمِ وَصَارَ ثَابِتًا فِيهِ لَا يَشُكُّ وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ بِمَا يُعَارِضُهُ مِنْ الْمُتَشَابِهِ بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ قَدْ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ. وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَرْسَخْ فِي ذَلِكَ بَلْ إذَا عَارَضَهُ الْمُتَشَابِهُ شَكَّ فِيهِ فَهَذَا يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْمُتَشَابِهِ مَا يُنَاقِضُ الْمُحْكَمَ فَلَا يَعْلَمُ مَعْنَى الْمُتَشَابِهِ إذْ لَمْ يَرْسَخْ فِي الْعِلْمِ بِالْمُحْكَمِ.
وَهُوَ يَبْتَغِي الْفِتْنَةَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَهَذَا يُعَاقَبُ عُقُوبَةً تَرْدَعُهُ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِصَبِيغِ. وَأَمَّا مَنْ قَصْدُهُ الْهُدَى وَالْحَقُّ فَلَيْسَ مِنْ هَؤُلَاءِ.. الخ.

كتبه / #قتيبة_القبلي. ٢٢/شوال/١٤٤٦ه‍.

https://t.me/QutibaAlqbly/369
بسم الله الرحمن الرحيم. 📙 #النكت_الرائقة_من_الآثار_السلفية. (٩) 📜 النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ فِي الْقُرْآنِ  📃 قال ابن حجر في المطالب العالية [٤١٤/١٤]: قال مسدد: حدّثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: « لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم» ـــــــــــــــــــــــــــــــ صحيح. أخرجه مسدد كما في المطالب العالية ( ٣٥٠٥) وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٣٥٥) من طريق عبد الملك ثنا عطاء عن ابن عباس. ولم يتبين لي هل عبد الملك هو ابن عبد العزيز بن جريج أم هو عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي ولا يضر فكلاهما ثقة. قال ابن حجر عقب هذا الأثر في "المطالب العالية": تابع عبد الملك عن عطاء ليث ابن أبي سليم. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٢١٦٩). وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. والأثر صحيح دون هذه المتابعة. اه‍ وهو كما قال رحمه الله وذكره البوصيري في " إتحاف المهرة"( ٣٢٥/٦) وسكت عليه، ولعل سكوته من أجل ليث؛ لكنه قد صح من غير طريقه والحمد لله. قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (١٦/٤١٦): فَكُلُّ مَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ فَهُوَ مَذْمُومٌ. وَهُوَ حَالُ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُشَكِّكَ النَّاسَ فِيمَا عَلِمُوهُ لِكَوْنِهِ وَإِيَّاهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا مَا تَوَهَّمُوا أَنَّهُ يُعَارِضُهُ. هَذَا أَصْلُ الْفِتْنَةِ أَنْ يُتْرَكَ الْمَعْلُومُ لِغَيْرِ مَعْلُومٍ كَالسَّفْسَطَةِ الَّتِي تُورِثُ شُبَهًا يَقْدَحُ بِهَا فِيمَا عُلِمَ وَتُيُقِّنَ. فَهَذِهِ حَالُ مَنْ يُفْسِدُ قُلُوبَ النَّاسِ وَعُقُولَهُمْ بِإِفْسَادِ مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ أَصْلَ الْهُدَى فَإِذَا شَكَّكَهُمْ فِيمَا عَلِمُوهُ بَقُوا حَيَارَى. وَالرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَتَى بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ وَالْقُرْآنُ فِيهِ الْآيَاتُ الْمُحْكَمَاتُ اللَّاتِي هِيَ أُمُّ الْكِتَابِ قَدْ عَلِمَ مَعْنَاهَا وَعَلِمَ أَنَّهَا حَقٌّ وَبِذَلِكَ يَهْتَدِي الْخَلْقُ وَيَنْتَفِعُونَ. فَمَنْ اتَّبَعَ الْمُتَشَابِهَ ابْتَغَى الْفِتْنَةَ وَابْتَغَى تَأْوِيلَهُ وَالْأَوَّلُ قَصْدُهُمْ فِيهِ فَاسِدٌ وَالثَّانِي لَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ بَلْ يَتَكَلَّمُونَ فِي تَأْوِيلِهِ بِمَا يُفْسِدُ مَعْنَاهُ إذْ كَانُوا لَيْسُوا مِنْ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ. وَإِنَّمَا الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ الَّذِي رَسَخَ فِي الْعِلْمِ بِمَعْنَى الْمُحْكَمِ وَصَارَ ثَابِتًا فِيهِ لَا يَشُكُّ وَلَا يَرْتَابُ فِيهِ بِمَا يُعَارِضُهُ مِنْ الْمُتَشَابِهِ بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ بِهِ قَدْ يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَ الْمُتَشَابِهِ. وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَرْسَخْ فِي ذَلِكَ بَلْ إذَا عَارَضَهُ الْمُتَشَابِهُ شَكَّ فِيهِ فَهَذَا يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالْمُتَشَابِهِ مَا يُنَاقِضُ الْمُحْكَمَ فَلَا يَعْلَمُ مَعْنَى الْمُتَشَابِهِ إذْ لَمْ يَرْسَخْ فِي الْعِلْمِ بِالْمُحْكَمِ. وَهُوَ يَبْتَغِي الْفِتْنَةَ فِي هَذَا وَهَذَا. فَهَذَا يُعَاقَبُ عُقُوبَةً تَرْدَعُهُ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ بِصَبِيغِ. وَأَمَّا مَنْ قَصْدُهُ الْهُدَى وَالْحَقُّ فَلَيْسَ مِنْ هَؤُلَاءِ.. الخ. كتبه / #قتيبة_القبلي. ٢٢/شوال/١٤٤٦ه‍. https://t.me/QutibaAlqbly/369
T.ME
فوائد أبي عبد الله قتيبة القبلي.
بسم الله الرحمن الرحيم. 📙 #النكت_الرائقة_من_الآثار_السلفية. (٩) 📜 النَّهْيِ عَنِ الْمِرَاءِ وَالْجِدَالِ فِي الْقُرْآنِ 📃 قال ابن حجر في المطالب العالية [٤١٤/١٤]: قال مسدد: حدّثنا يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثنا عَطَاءٌ، عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: « لَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم» ـــــــــــــــــــــــــــــــ صحيح. أخرجه مسدد كما في المطالب العالية ( ٣٥٠٥) وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص٣٥٥) من طريق عبد الملك ثنا عطاء عن ابن عباس. ولم يتبين لي هل عبد الملك هو ابن عبد العزيز بن جريج أم هو عبد الملك بن أبي سليمان العزرمي ولا يضر فكلاهما ثقة. قال ابن حجر عقب هذا الأثر في "المطالب العالية": تابع عبد الملك عن عطاء ليث ابن أبي سليم. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٢١٦٩). وهذا إسناد ضعيف ليث هو ابن أبي سليم ضعيف. والأثر صحيح دون هذه المتابعة. اه‍ وهو كما قال رحمه الله وذكره البوصيري في " إتحاف المهرة"( ٣٢٥/٦) وسكت عليه، ولعل سكوته من أجل ليث؛ لكنه قد صح من غير طريقه والحمد لله. قال شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (١٦/٤١٦): فَكُلُّ…
0 Comments 0 Shares 783 Views 0 Reviews