#يا_طالب_العلم إياك أن تُهمِل علم النحو، فإنه مفتاح الفهم، وميزان اللسان: "كم من طالبٍ أفسد بيانه، وأعاب لسانه، لأنه أهمل النحو! ولو عقل، لعلم أن فهم كتاب الله وسنة نبيه لا يُستقام إلا بلغة العرب، وأول أبوابها النحو. لا تُخدع بمن يقول (يكفينا الفهم)، فالفهم بلا قواعد كبناءٍ بلا أساس. وإن لحن لسانك، دلّ على خلل في بنيتك العلمية. فاحرص على النحو، فهو كالميزان، لا يُترك لمن أراد الدقة والصفاء."

في زمن الفتن.. اثبُت تُثبَّت: "الفتن إذا أقبلت أعمَت، وإذا أدبرت أبصرت. فلا تكن من الذين لا يرَون حتى يُجرَحوا. اثبُت على ما عرفت من الحق، ولا تركض خلف كل صوتٍ جديد، أو دعوة مُستحدَثة. سل العلماء الثقات، وكن حيث كانت السنة، وإن قلّ أصحابها. فإن أثقل لحظة في طريق العلم، لحظة الاضطراب بين الآراء، وليس لها إلا نور الكتاب والسنة بفهم السلف. احذر التلوّن، فإنه مَطية الزلل، والفتن لا يُنجّي منها إلا قلبٌ مملوء يقينًا."

#يا_طالب_العلم إياك والغلو.. وإياك الجفاء، فكلٌّ منهما انحراف: "الدين وسطٌ بين الإفراط والتفريط، والسنة وسطٌ بين الغالي والجافي. لا تُغْلِ في مدح عالم حتى ترفعه فوق منزلته، ولا تجفُ عن أهل الفضل فتنسى قدرهم. من بالغ في التعظيم ضلّ، ومن أسرف في التحقير زلّ. فكن موزونًا، منصفًا، تعرف للرجال قدرهم، ولا تصنع منهم قدّيسين. والغلو لا يُورث إلا التعصّب، والجفاء لا يُثمر إلا القسوة. والسنة بينهما، مشرقة، واضحة، لا التواء فيها." قال الإمام مالك: "من جعل أحدًا حُجةً دون النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ضلّ."

#يا_طالب_العلم إياك وشُبه أهل البدع.. فإنها تُدخل الشك وتُميت البصيرة: "لا تستهن بعباراتهم المزخرفة، ولا بتهويلاتهم العاطفية، فإن الشبهة سهمٌ مسموم، إذا استقر في القلب أهلكه. لا تجالسهم، ولا تُصغِ إليهم، ولا تظن أنك ترد وأنت مأمون، فإن القلوب ضعيفة، والشبه خطّافة. لا دواء للشبهة إلا الإعراض عنها، والثبات على السنة، وسؤال الله الثبات." قال ابن سيرين: > "لا تستطيع أن تتكلم عن البدعة حتى تعرف السنة."

#يا_طالب_العلم الزاهد عن الزواج خالف الفطرة.. وغفل عن الحكمة: "بعض طلاب العلم يظن أن الزهد في الزواج من الورع، أو من الإخلاص للطلب، وهذا خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قال: (وأتزوّج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني). إن الزواج سترٌ وسكنٌ، وعونٌ على غض البصر، وصيانةٌ للنفس، وتكميلٌ للدين. بل هو ميدان لتطبيق العلم، وتربية النفس، وتزكية الأخلاق. فالزهد الحقيقي ليس في ترك ما أباحه الله، بل في كبح الشهوة في الحرام، وتوجيهها للحلال، طلبًا للعفة والتقوى." تذكّر: "إن كنت قويًّا في الزهد، فازهد في الحرام لا في الحلال، وكن من الذين يتخذون الزواج وسيلةً للثبات لا فتنةً للضياع."

#يا_طالب_العلم وقتك رأس مالك.. فإياك أن تضيّعه: "الوقت لا يُشترى، ولا يُعوّض، ولا يعود. هو عمرك الحقيقي، وعليه يكون حسابك غدًا. فلا تكن ممن يجعل أغلى ما يملك رخيصًا في أيدي الملهيات. اغتنم أنفاسك، واحفظ ساعاتك، وانظر في يومك كم تعلمت؟ كم قرأت؟ كم فهمت؟ كم راجعت؟ فإن يوماً بلا طاعةٍ، وخطوة بلا فائدة، خسارة ما بعدها خسارة. وطالب العلم لا يعيش سُدى، بل يجعل من كل لحظة طاعة، أو تهيئة للطاعة." واسمع قول ابن مسعود رضي الله عنه: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي."

#يا_طالب_العلم لا تكن عبدًا للمباح.. فيُقعدك عن المعالي: "كم من مباحٍ أَلهى! وكم من راحةٍ قطعت الطريق! المباحات ليست حرامًا، لكن الإغراق فيها يُميت القلب، ويُطفئ وهج الهمّة. طالب العلم يزن أوقاته بميزان الذهب، فيُعطي كل شيء قدره دون إفراط. فاحذر أن تألف التوسع في المباحات، فإنها تُسري بك دون أن تشعر إلى وادي الغفلة. والموفق من جعل المباح تابعًا للنية، لا أن يكون هو القصد." قاعدة ناصحة: "ما لا يُعينك على طريقك، يُعطلك عنه، ولو كان مباحًا."

#يا_طالب_العلم الزواج ليس نهاية الطريق.. بل بدايته: "يا طالب العلم، إن تيسّر لك الزواج فاحمد الله، وادخله بنيّة العفاف والتقوى لا بنيّة الترف والراحة فقط. لا تظن أن الزواج يُغنيك عن طلب العلم، بل هو محكٌّ حقيقيّ لإخلاصك وصبرك وهمّتك. كن قائدًا في بيتك بالحق، لا تابعًا للشهوة. واجعل بينك وبين أهلك جلسات علم، وذكر، ومذاكرة، تكن زوجتك عونًا لك لا عائقًا، ويصبح بيتك مدرسة لا ملهى." وتذكّر دائمًا: "البيت الذي يُبنى على طاعة، يُثمر ذريةً مباركة، وقلبًا مطمئنًا، وهمة لا تموت."